السؤال :
4 - س 573 - قرأت كلام لبعض المشايخ يقرر فيه أن قول القائل " إذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر " كفر محض لأنه جعل إرادة العبد فوق إرادة الله.
الا يمكن أن نوجه كلام القائل بأنه يقصد أن العبد إذا اجتهد و ... فلا بد أن يكون قدره جميل وهذا داخل في قدر الله لعلم الله بالذي سيجتهد والذي سيتكاسل خلافا لمن يتكل على القدر ويحتج به على تقصيره وتفريطه،
بمعنى هل هذا الحرف من هذا القائل صريح في الكفر ام هو حرف محتمل يحتمل حقا وباطل، وان كان الواجب طبعا التعبير بحرف بين واضح؟
وهل هذا الكلام لا يحتمل إلا الكفر؟
الإجابة :
ج 573 - نعم ظاهر هذه العبارة كفر ولكن قد يعذر بالجهل وعدم تصور ما قاله تماما ونحو ذلك. فليس كل من قال كلمة الكفر يكون كافرا كالذي قال اللهم انت عبدي وانا ربك أخطأ من شدة الفرح.
والظاهر أن الكلام كفر والتأويل باب واسع. فيمكن أن يقول انا اقصد حسن الظن بالله وان العبد إذا عزم على الخير واجتهد في طلبه فإن الله لا يخيبه ويستجيب له ولكن هذا فيه بعد ولا حاجه لتأويل كلام الشعراء بل ينكر عليهم ويغلظ لهم وقد ذم الله تعالى أكثر الشعراء بقوله (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ...) الاية
وقوله فلا بد أن يستجيب القدر هذا منكر لأنه جعل القدر شيئا قائما بذاته له مشيئة وفعل، والقدر فعل الله تعالى ولا ينسب اليه شيء. وهذا مثل دعاء الصفة (يا وجه الله ونحو ذلك) وقد صرح أهل العلم ان دعاء الصفة كفر. ومثل قول شاءت الاقدار فهذا أيضا منكر فالمشيئة لله وحده.