السؤال :

3 - س 948 - شخص لديه اكتئاب منذ طفولته ولكن اشتد عليه عند الكبر منذ حوالي 11سنة ويتناول أدوية، وحالته ليست مستقرة مرة طيب ومرة تعبان، الأدوية تحسن حالته من جهة ولكنها تتعبه من جهة الكسل والخمول وكثرة النوم وضعف الإرادة والبلادة، ولكنه يريد الله والدار الآخرة، لا يشعر بأي محبة تجاه إخوانه، وحتى والديه، لا يشعر بالفرح عند تجدد النعم.
الاكتئاب يتسبب في سوء أخلاقه تجاه الناس فلا هو يحب أحد ولا يرحم أحد وليس لديه مشاعر طيبة. (علما أنه لا يضرهم بل يدعو لهم بظهر الغيب)
-من هذا حاله هل هو معذور لعدم إعطاء الناس حقها خاصة الأرحام من الصلة فهو منعزل في غرفته، وأحيانا يذهب لصلاة الجماعة بصعوبة، وهل هو معذور لعدم التخلق مع الناس بالأخلاق الحسنة، وهو لديه خوف من مقابلة الناس لأنه لا يجد قبولهم بسبب اكتئابه وضيق صدره
- كيف يشكر الله على نعمه وهو لا يشعر بها ولا يشعر بالفرحة بها. وهو لا يشعر بالامتنان والشكر لوالديه ودائما يتمنى أنه لم يولد في هذه الحياة.
- هل السعي في علاج نفسه واجبا لا سيما أن العلاج قد يأخذ منه مجهود ومجاهدة ولكن قد يتحسن كل شيء في حياته بإذن الله حتى صلاته وعبادته. وهل يجوز له الصبر على حاله لحديث (أتصبرين ولك الجنة؟) 


الإجابة :

ج 948 - نبشره بقول النبي صلى الله عليه وسلم " ان الله إذا أحب عبدا ابتلاه" فالواجب عليه الصبر والاحتساب ومع ذلك يجتهد في أن يقرأ على نفسه وان يداوم على ذلك ولا ييأس من رحمة الله وعلى الأخص قراءة سورة البقرة كل يوم ان استطاع ففيها خير عظيم وكذلك قراءة الفاتحة وآية الكرسي مع النفث فبأذن الله لا يمر عليه وقت ليس بالطويل الا ويجد تحسن وفائدة ورحمة من الله.
وبالنسبة لما ذكر من مقابلة الناس والنعم وغيرها مما ذكر في السؤال فليتق الله ما استطاع وما يعجز عنه فالله غفور رحيم.
اسأل الله له الشفاء العاجل والعافية في الدنيا والآخرة.
النبي صلى الله عليه وسلم امر بالتداوي بقوله عليه الصلاة والسلام "تداووا عباد الله فإنه ما انزل الله من داء الا وانزل له دواء الا السام (اي الموت)"
فالتداوي اقل احواله الاستحباب، وقد يكون واجبا إذا كان العلاج يغلب على الظن انه ينفع وتركه يؤدي إلى الهلاك، لقول الله تعالى" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"
مثل: من أصيب بالمرض الذي يسمى بالزائدة فلا يجوز أن يترك إجراء العملية حتى يموت.
وإذا كان الشفاء يعينه على طاعة الله فإنه يتأكد عليه تعاطي العلاج والصبر عليه لما فيه من المصلحة الدينية الكبيرة كحال هذا السائل
 

مشاركة: